من أكثر الخبرات حزناً وكآبة حين تسمع " س " من الناس يقول :
( لو كنت أملك تلك الفرصة ، لو لم أفعل ما فعلت ، لو نجحت في كذا ) .. ثم يصمت !
كل هذه العبارات تأتي بمفهومٍ واحد : لو أني تحديت فشلي ، فمن يستطيع أن يقف في طريقي ؟!
يعيش الإنسان بين دائرتي الخطأ والصواب ، فتارةً يخطئ وأخرى يصيب
إن حالة " س " ليست حالة فردية ، بل هي هاجس مستمر يتزايد أفراده يوماً بعد يوم ، فما إن يفشل أحدهم في أمر ما حتى تبدأ نفسه باللوم ، ويطارده فشله وتكبده أخطاؤه .
والنتيجة ، يرفع الراية البيضاء معلناً الاستسلام !
" أنا لم أفشل بل وجدتُ 10 آلاف طريقة لا تعمل !"
مقولة شهيرة لأدسون ، العالم الذي لم يرضَ بالفشل نهاية ، بل صنفها بـ طريقة لا تعمل !
تحدى اخفاقاته الـ 9999 وأصر فنجح ، وأخال شخصاً بإصراره سيصل إلى ما يريد ولو بعد مليون محاولة !
تلك الشخصيات آمنت بمبدأ [ تحدي الفشل ] ، كلنا يخطئ ، ولكن المغزى هل ننهض من جديد ؟!
وكأني اسمع صوتك يا ستي (جدتي) حين تقولين : ( يا بنتي لو مو الغلط .. ما يسير الصح )
الخطأ واقع وسيقع ، ويجب علينا ألا نتناسى طبيعتنا البشرية التي من أبرز سماتها الخطأ
نحتاج لتغير مفهومنا للفشل ، فتعاملك مع الفشل يختلف عن غيرك وهنا يبرز الهدف ، في أن نقف أمام أخطائنا ، نعترف بها ، وحين نتعلم منها سنوقن بأنها نعمة نحمد الله عليها !
فعلاً يكون الفشل في بعض الأحيان دواء . فلا بد لك أن تفشل و"تتدقدق" ، لتعود أقوى كأسـدٍ لا يرمقه طول الزئير ، بدرس جديد ، شحنة أمل قوية ، وسـنـيـن ضوئية من الإصرار المتجدد الذي لا يعرف لليأس طريق !
أيقن قارئي كما أيقنتُ بأني في مدرسة الحياة ..
أصبتُ .. وأخطأتُ فتعلمت !
فحمداً على أصبتُ .. وشكراً لأخطأت ..